بصفتها المصممة الداخلية الحائزة على تصنيف من مجلة “أركيتكتشرال دايجست” لعام 2020 للشرق الأوسط، وواحدة من أفضل 50 مصمماً عالمياً بتصنيف مجلة “ماري كلير”، فإن “بالافي دين” تمتلك نظرة ثاقبة في عالم التصميم. ولقد التقينا بها لمعرفة المزيد عن إلهاماتها وإجراءاتها ومشاريعها الأخيرة

1. باعتقادك ما هو الشيء الذي جعلك المصممة التي أنتِ عليها اليوم؟

في الواقع، أعود بذاكرتي إلى العمل في لندن عندما كنت في العشرينات من عمري، حيث صممت سلسلة من دور رعاية المسنين. في البداية اعتقدت “أوه لا، كم هذا ممل”، لكنه علمني درساً لا يقدر بثمن كمصممة شابة: وهو أن الأمر لا يتعلق بكوني بطلة و”نجمة معمارية” تصمم المباني الفخمة التي تفوز بجوائز، بل يتعلق بالأشخاص الذين سيستخدمون المساحة – مشكلاتهم واحتياجاتهم وحلها. وهذا هو الدور الرئيسي للتصميم. لا تفهمني بشكلٍ خاطئ، فأنا أحب التصميمات الرائعة التي تبدو عظيمة في المجلات! ولكن المهمة الأولى هي صنع تجربة رائعة للأشخاص الذين سيستخدمون المساحة. لن أنسى أبداً هذا الدرس من دور الرعاية البريطانية

 

2. هل تعتقدين أن المساهم الرئيسي في صنع المصمم الناجح هو الإبداع أم الأبحاث في التصميم؟

كلاهما. شعارنا في “رور” هو “50٪ جراءة، ٥٠٪ بحث” لهذا السبب بالضبط. فالجانب الجريء هو الذوق الفني غير التقليدي، وجانب “البحث” هو التصميم المعتمد على الأدلة والأرقام

3. يقول البعض إن الإبداع هو “امتلاك رؤية فنية” لتكون قادراً على رؤية شيء مختلف وإعادة تفسيره – مثل الفنانين الذين يصنعون أعمالاً سريالية. هل تؤمنين أن الإبداع يولد مع الأشخاص؟

انظري، التصميم قسمٌ منه فن، وقسمٌ منه علم. ويمكنك تعلم كليهما – ولكن الجانب الفني يتطلب بالفعل شرارة إبداعية معينة لتبدأ بها، وأعتقد أنها فطرية. إما أن تمتلكها وإما لا

 

4. كيف تصفين البحث التصميمي الخاص بك – وكيف تغير على مر السنين؟

إن البحث يصبح منهجياً بشكلٍ متزايد – وهذا ليس سهلاً على المصممين، لأن معظمنا منفذون بديهيون يريدون فقط الغوص والبدء في الإبداع! ولمقاومة هذه الغريزة المندفعة، طورنا عملية تسمى “يو اكس دي” – تصميم تجربة المستخدم – حيث نستخدمها في بداية جميع مشاريعنا. ففي البداية، نحدد المستخدمين داخل المساحة (أفراد الأسرة في المنزل، والعاملين في المكتب، إلخ). بعد ذلك، نحدد التجارب التي نريدهم أن يحصلوا عليها (حفلات العشاء في المنزل، والعصف الذهني في العمل، إلخ). عندها فقط نقوم بتصميم المساحة. ولن أكذب، إنه أمرٌ محبطٌ للغاية بالنسبة لفريق التصميم! ولكنها تمنح مكاسب على طول الطريق، ووجود عملية معينة بخطوات محددة يجعلها عملية تلقائية

 

5. كيف تعاملت مع تصميم مساحة ممتعة وفي نفس الوقت صحية لمجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار؟

لقد بدأنا بقصة. حيث أسسنا التصميم بالكامل على نظام الأفلاج للري، والذي كان مصدر العيش للمجتمعات في الصحاري حول الشارقة لمدة 5000 عام. وبمجرد أن تكتشف هذا السرد التصميمي الإرشادي – واسمح لي أن أخبرك، هذه لم تكن عملية بسيطة – ولكن عند تطبيقها، كان كلُّ شيء يتناسب معاً

6. هل يمكنك مشاركتنا بمفهوم تصميم منتجع سنساسيا الذي تم افتتاحه مؤخراً؟

إن “سنساسيا” هي علامة تجارية آسيوية شائعة، لذلك قمنا بتوسيع دراستنا لفهم الهندسة المعمارية للمنطقة: تايلاند وبالي وفيتنام ودول أخرى. أحد الأمثلة: لقد درسنا الأقواس التي تعد سمة أساسية لهذا التصنيف المعماري، مستخدمين الأشكال لاستلهام شكلٍ فني خاص بنا. والنتيجة النهائية هي مساحة تمثل إيماءة لكل هذه الحضارات – ولكن بنسخة حديثة جداً ومعاصرة

في مقابلتي حول هذا المشروع لمجلة “سليبر”، أشرت إلى أن عملية تصميم طوابق “سنساسيا” كانت بمثابة تمرين في ضبط النفس بالنسبة لي. فنحن تقصدنا ألا يطغى التصميم على الحواس، بدلاً من ذلك، إنشاء مكان للهدوء والراحة والتفكير. ويتيح التصميم الداخلي – بدرجات اللون الرمادية الداكنة والفاتحة، مع االألوان الخشبية الدافئة والألواح الحجرية القوية – للفرد يكون على طبيعته ويستمتع بالجمال أمامه. وقد تلاعبنا بثلاثة مواد وألوان رئيسية فقط. الحجر والأردواز الرمادي، ودرجات اللون البني داخل أرضيات الفينيل الفاخرة، والقوام الطبيعي مثل ورق الحائط مع ألوان نسيجية سميكة. ويدور التصميم الداخلي حول لوحة المواد – المغطاة بالخامات المختلفة. وهذا يساعد في إثارة جميع الحواس، فهي مساحة مصممة لجميع الحواس”

7. كيف تصفين عملك في ثلاث كلمات؟

50٪ جامح – 50٪ مروض

8. وكيف تصفين نفسك بثلاث كلمات؟

مرحة. صادقة. صارمة

9. أخبرينا عن مشروع صممه شخص آخر كنت تتمنين أن يأتي إليك. ولماذا؟

أنا مؤمنة بقوة بأن هناك ما يكفي للجميع – على الرغم من أنني أتمنى أن أكون قد صممت متحف غوغنهايم في بلباو – وهو بيان معماري غيّر من مظهر المدينة

ما هي فلسفتك الحياتية؟

في أي يوم يمكنك أن تكون أفضل زوجة أو أم أو مصممة أو رائدة أعمال أو ناشطة أو رياضية ولكن لا يمكنك أبدا أن تكون كل هذه الأشياء في كل يوم. جزئي مهامك ولا تقسي على نفسك

10. ما هو مطعمك / فندقك المفضل ولماذا؟

المفضل لدي هو نادي الفنون في دبي. وقد تم افتتاحه فقط في الكريسماس من العام الماضي، وأنا عضوة فيه – وأحبه! فهو مكون من أربعة طوابق مصممة بشكلٍ جميل مع العديد من الحانات والمطاعم والمقاهي والمساحات المخصصة للاسترخاء. ولكن بالإضافة إلى شكله، فهم قد حققوا الهدف الحقيقي للتصميم الداخلي – لقد صنعوا تجربة وشعور خاص. وهذا ليس بالأمر السهل في مدينة مثل دبي التي لديها بالفعل العديد من المطاعم والفنادق الرائعة، ومع ذلك فقد فكّوا الشيفرة. ولكي نكون منصفين، فإن فندق “سوهو هاوس” في مومباي حقق ذلك أيضاً. ربما لأنني بلغت الأربعين من عمري، فأنا أستمتع حقاً بنوادي الأعضاء الخاصة – وهي علامة على تقدمي في السن! لكن هذين المكانين ليسا مملين وحصريين، فهما يمتلكان دوياً خاصاً حقيقياً

11. ما هي المهارة التي تودين تعلمها ولماذا؟

كانت هواية فترة الحظر الخاصة بي هي صناعة الفخار، وأود حقاً، حقاً أن أتقن هذه المهارة – خطٌّ جديدٌ للأدوات المنزلية قيد الإعداد؟ #ابقوا متابعين, ولكن بوضع المزاح جانباً، أنا غير بارعة إطلاقاً– ولكني أحب لمس المواد بيدي – على عكس العمل مع برامج كاد أو راينو والذي يمثل واقعي اليومي!

12. أخبرينا شيئاً عن نفسك من شأنه أن يفاجئ الناس؟

تقدمت ذات مرة لأكون مع طاقم طيران الإمارات – وتم رفضي في الجولة الأولى من المقابلات التي أجريتها! سنقول إن خسارة وسائل الترفيه على متن الطائرات كانت مكسباً لعالم التصميم