Though our world today hardly resembles our ancestral environment, our biological rules still apply, we are wired to crave the natural world.

فرض علينا اتباع أسلوب حياةٍ صحي، مع وصفات صحية تقترح علينا تناول الطعام في المساحات الخارجية، ودعوات لا حصر لها إلى منتجعات صحية عبر بريدنا الإلكتروني، وبالتأكيد أنماط حياة كالهوغا ( الأسلوب الدانماركي الميال إلى البساطة)

نرى باستمرار أنماط حياة واسعة الانتشار تتحول إلى توجهات لتصاميم ذات رواج جزئي. ففي عام 2019 أدت ردود الأفعال على أساليب كالهوغا البسيط واللاغوم المعتدل، إلى مطالبات ضخمة بأنماط التصاميم الإسكندنافية، والتي تطورت بدورها إلى أنماط تصاميم كأسلوب الجاباندي أوالسكاندانيسي وهي مزيج هجين من التقاء الشرق بالغرب. وبالرغم من تعارض الثقافات والاختلافات الجغرافية بين التصاميم اليابانية والإسكندنافية فإنها ذات جوهر واحد يهدف إلى خلق بيئة مريحة للتواصل مع محيطنا من أجل تحقيق توازن نفسي

من الداخل إلى الخارج

يحظى أسلوب “من الداخل إلى الخارج” بشعبية كبيرة منذ عام 2018، ويمكن تنفيذه بطرق متعددة كامتداد الأرضيات الخشبية نفسها من غرفة المعيشة إلى الفناء الخارجي واستخدام التشكيلات الطبيعية في الداخل، وذلك لطمس الحدود بين بيئاتنا الداخلية والعالم الخارجي

تطورت هذه التأثيرات التاريخية على أسلوب الحياة والتصميم لتصبح صيحات في يومنا هذا، وكبرت لتصبح تصميماً بيوفيلياً. يساعدنا دمج العناصر الخارجية على الشعور بالاسترخاء والتوازن وذلك بخلق شعورٍ بالارتباط بالطبيعة، وأين تكمن أهمية هذا؟

يجيب نيكيل سافال مؤلف كتاب (مكعب: تاريخ سري لمكان العمل): “على الرغم من أن عالمنا اليوم بالكاد يشبه بيئتنا الموروثة، إلا أن قواعدنا البيولوجية ما تزال سارية المفعول، فنحن منفتحون بلهفة يغمرنا الحنين إلى العالم الطبيعي”

الارتباط بالطبيعة

نعيش اليوم في زمنٍ تحيط فيه التكنولوجيا بنا في كل مكان، مواد صنعها الإنسان تجعل حياتناضمن إطار. فنحن نتواصل مع بعضنا بالاتصال المرئي ومتعلقون دائماً بهواتفنا الذكية التي تملك القدرة على التحكم حتى بحمامات البخار في منازلنا، هذه الوسائل المنتشرة في كل مكان تفصلنا عن جذورنا ومن الضروري أن نقوم بإيقاف تشغيلها

تقول “بيكي شيّا” مصممة الديكورات الداخلية ورائدة أعمال مختصة بأسلوب الحياة: “في عالم تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة الضوء، ننسى جذورنا البدائية المتصلة بالأرض وفوائد الطبيعة على حالتنا النفسية. نحن نعتقد أن زيادة اتصالنا بالطبيعة بشكلٍ مباشرأوغير مباشرعبرالتصاميم البيوفيلية له فوائد صحية وبيئية واقتصادية. إنه أبسط مما تظن وفوائده وفيرة!” هنالك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها أن نصنع تصميماً بيوفيلياً، سواء من خلال النباتات نفسها أو بمحاكاة ألوان بيئتنا أو بإحاطة أنفسنا بتلك الخامات التي كونتها الطبيعة الأم

الألوان والمزاجr

قامت مجموعة بنسلفانيا للرسامين بإنشاء تصميمٍ من الخزف الصيني واختارته كلون لها للعام 2020. طورت درجة اللون لتماهي أطياف الألوان الطبيعية ولتعيد ارتباطنا بالمحيط المألوف لنا. إن الحاجة إلى البساطة والإفلات من التكنولوجيا يشكل جزءاً من السبب الذي يجعل المستهلكين ساعين إلى زرقة تماثل ذلك الخزف الصيني الذي يقربنا من عناصر الطبيعة، كالبحر والسماء وخط الأفق، التي تضفي الصفاء على أي مكان

إن إضافة عناصر طبيعية إلى المساحات سواء على صعيد اللون أو النقش أو الحياة النباتية هي خلاصة التصميم البيوفيلي. إن لون الخزف الصيني هو ثاني درجة من اللون الأزرق كان من المتوقع أن يكون لون العام 2020، على غرار لون شركة “بانتونز” الأزرق الكلاسيكي

هنالك خيار واضح آخر،ألا وهو الأخضر، لون الطبيعة. باعتباره أكثر الألوان مريحاً للعين، يعرف عن الأخضر بأنه يستطيع أن يبث الشعور بالهدوء عندما يستخدم في التصميم الداخلي غامراً قاطني تلك الأماكن ببيئة هادئة تذكرنا بالحقول المفتوحة المريحة والغابات المورقة والبيئات الاستوائية الوافرة. لقد أثبت فعلا أن رمزية النمو الأخضر تبعث الناس على الشعور بالطمأنينة عاطفياً و بتأثيرها النفسي المهدئ

تقول مصممة الديكورات الداخلية شانون كاي: “يمكنك أن تصمم ديكوراً كاملاً لغرفة باستخدام تدرجات الأخضر وتحصل برغم ذلك على التباين  والغنى والتوازن، وذلك لانه متعدد الاستخدامات”

يخلق اقتران اللون الأخضر بالأبيض جواً مفعماً بالحيوية بينما إدخال الأسود على ديكور غني بالاخضرار يوحي بجو درامي

الألوان في الطبيعة

بالتطلع إلى المستقبل، ترى جيني كلارك رئيسة قسم الألوان في شركة WSGN أن الألوان سوف تحبطنا أو تثير حماستنا. ” تهدف الألوان إلى إضفاء الحيوية وإحياء أرواحنا، بينما لا تفعل الألوان الحيادية كذلك، لذلك يعطي تواجد درجات الألوان الطبيعية التوازن للوحة ألوان التصميم”. تخيل إضافة الألوان الفاقعة البراقة إلى غرفة ذات ألوان حيادية.

توقعت شركة “بانتونز” أننا سوف نتجه إلى موسم أكثر هدوءاً بألوان حيادية أكثر في صيف 2021. لكن علينا أن نتذكر أن الألوان الطبيعية لا تعني بالضرورة أنها حيادية تخيل مشهدين لغابات خريفية ولغروب الشمس الاستوائية، سيطغى حضور درجات اللون البرتقالي، أليس كذلك؟ وكذلك الأمر بالنسبة للون الأزرق للبحر والسماء ستنطبع اللون الأزرق المائي في ذهنك بالرحلات البحرية

طالما ذكّرك اللون بشيء تحبه متواجد في الطبيعة، فسيكون له تأثير مهدئ عليك. في الواقع لا توجد أسطح مسطحة في الطبيعة ونتيجة لذلك تختلف الألوان بحسب الضوء، وتبعاً لقوامها. يحتاج التصميم البيوفيلي إلى اللمعان والتدرج اللوني تبعاً للقوام (أي كيف ينعكس الضوء أو يتم امتصاصه بحسب تركيب السطح) ولا تقل طبيعة المواد بحدِّ ذاته أهميةً عن الألوان

السرّ يكمن في البنية

نشهد مطلب دائم التطور، لإدخال الخشب في التصميمات، وتحديداً الأثاث الخشبي ذو الأسطح المنحنية (بما أنه لا وجود للخطوط المستقيمة في الطبيعة). بشكلٍ أو بآخر أصبح الخشب ذو شعبيةٍ أكبرعندما أصبحت إمكانية استخدامه متاحة. في حين أنه مرغوبٌ به في  المخططات، فإن الخشب الموشّح الفاتح يصور الأجواء الإسكندنافية، فيما تضفي درجات الخشب الأكثر غمقاً إحساساً بالثبات والاتساع

أما في الأثاث الخارجي، فإن شركة “رويال بوتينيا” تتفانى لاستخدام الجودة الأفضل والمتانة الأعلى وديمومة يضمنها استخدام خشب الساج، هذا الخشب الذي تقوم الشركة بزراعته خصيصاً من أجل أثاثها الخارجي ولا تقوم بحصاده إلا بعد بلوغه 75-80 عام حتى يستطيع تحمل عملية التصنيع الصارمة والدقيقة. يدخل الخشب في تصاميم أسطح الطاولات والأرضيات والأثاث والمقاعد وحتى الإضاءة وفقاً للرواج الذي يحظى به. كما تحظى المرايا ذات الإطارات الخشبية بنقاط تقييم مضاعفة لكون الإضاءة عاملاً أساسياً آخر في التصميم البيوفيلي. فإضافة المرايا لعكس الضوء الطبيعي يساعدنا في تنظيم ساعة أجسامنا الداخلية

الإضاءة بحد ذاتها مهمة ومع ذلك فنوعية الضوء أكثر أهمية وهذا ما يسمى بنظرية الساعة البيولوجية. ولتوضيح ذلك قم بتخيل شروق الشمس والظهيرة والغسق، تختلف حدة ضوء الشمس وألوانه في كلٍّ منها ويستجيب دماغنا لهذه الاختلافات وكأنه متصلٌ بها. من أجل نوم ليلي هانئ نحتاج إلى إضاءة خافتة أكثر دفئاً للاسترخاء، بينما التمدد في حوض الاستحمام على ضوء الفوانيس والمرايا المنارة وبأضواء تشع دفئاً يخلق الجو المثالي للاسترخاء. وعلى نحوٍ مشابه، نحتاج إلى إضاءة أكثر برودة لتوقظنا أثناء الاستحمام الصباحي

ماذا عن المواد الأخرى، ما الذي يندرج منها تحت التصنيف البيوفيلي؟

تخيل نفسك في أماكن طبيعية مختلفة، ما هي الخامات التي يمكنك مصادفتها؟ حصى على شاطئ رملي؟ أم منظر طبيعي يصور مرتفعات جبال الهمالايا؟ أو تسلق المرتفعات الحجرية؟ كل هذا يندرج في ذلك التصنيف. وبكلِّ تأكيد، فإن إدراج النباتات، طبيعية كانت أم صناعية في المساحات هو خلاصة استحضار الخارج إلى الداخل. أو بشكلٍ مشابه، ستشكل مطبوعات الأدغال التي تزين الجدران (لمن يملك الجرأة منّا) خياراً مثالياً للإحساس بالأجواء الخارجية. هذا وتخلق تقنية إنشاء البلاط بألوان وأنماط متعددة بتشكيلات مذهلة للاختيار من بينها

نزعات بلاط الأرضيات

أصبح بإمكاننا وبفضل التطور التقني إضافة طبقات متعددة إلى البلاط لخلق أنماط وطبعات معقدة. هذا يعني أنه أصبح بمقدورنا أن نحصل على مظهر الرخام والخشب بدون الحاجة إلى الصيانة أو الرعاية التي يتطلبها فيما لو كان حقيقياً

وتتعدد التأثيرات البيوفيلية للبلاط لتشمل:

تأثير الفخار من (سير) ونمط حجارة ماكاو من (فاب) والتأثير الخشبي من (فيورانيسي) وتأثير العقيق اليماني من (ديلكونكا) ونمط التيرازو من (كويم). يصنع بلاط التيرازو تقليدياً من فتات مواد طبيعية يعاد تدويرها في العادة كالرخام والجرانيت والكوارتز والزجاج والأصداف. ونزعة اليوم تتجه نحو تزيين كل شيء بهذه النقشة من القماش إلى الأثاث وبالأخص الجدران والأرضيات. هذا النمط الذي يذكرنا بالغابة وأوراق الشجر وبتلات الأزهار ليلائم التوجه نحو التصميم البيوفيلي

وتعد أنماط البلاط ذات الانطباع الخشبي طريقة رائعة لدمج الخطوط بين الأماكن المفتوحة والمغلقة. وتتبع الكثير من غرف المعيشة والمطابخ المفتوحة على الفناء هذا الأسلوب لإضفاء شعور بالمساحة. وبشكلٍ مشابه يناسب الفولاذ المقاوم للصدأ كلتا البيئتين لخصائصه المقاومة

كل نواحي نمط الحياة الصحي

تترافق النزعة نحو التصميم البيوفيلي مع مفهوم نمط الحياة الصحي، وهذا يشمل جذوراً أعمق منها للأشياء الملموسة، التي نعتبر أنها تجلب لنا السعادة. يعد الهواء والماء اثنين من العناصر الرئيسية الأربعة. وتشمل فوائد المعالجة المائية كلاً من استشفاء العضلات المتعبة، وتنشيط الدورة الدموية، وإفراز الإندروفيلين، ويمكن إدراك العلاج المائي من خلال استخدام مضخات الماء الجانبية مع دش الاستحمام المطري، إلى الجاكوزي الخارجي وأحواض الاستحمام الساخنة. إن منتجات (بانيو سبا) و (بوسيني) توفر دلالاً في تجارب الاستحمام يجعلك تنغمس في أحلام شلالات بالي، فيما تملك الساونا فوائد صحية من إزالة السموم إلى تخفيف التوتر، وكل هذا في رونق خشبي محبب

 

 

توجه المنتج – داخلي

فيما نحاكي ونحاول احتواء مواد طبيعية، علينا أيضاً أن نأخذ في الحسبان محاكاة الضوء الطبيعي فيما يتماشى مع الطبيعة. إذا كنت مسترخياً في حوض الاستحمام في المساء فاستخدم المرايا المضاءة وإنارة الجدران بتوهج دافئ. أما إذا كنت ممن يحبّذون الاستحمام صباحاً للشعور بالتنبه فمصباح ذو إضاءة أكثر سطوعاً سيساعدك على الاستيقاظ. يدعى هذا بالإضاءة الديناميكية الحيوية التي تحاكي الطبيعة في ذلك

يكون ضوء الشروق والغسق أكثر دفئاً، بينما يكون الضوء أكثر سطوعاً في الظهيرة عندما تتوسط الشمس في السماء. وبناءً على هذا يمكننا إضافة الأضواء الساطعة في الأماكن التي نريد فيها أن نكون متنبّهين، وأضواء دافئة في أماكن الراحة

إن إضافة ما يمكن إضافته من الأنوار الطبيعية سوف يساعد على تنظيم ساعة أجسامنا البيولوجية. الإضاءة الطبيعية هي الأفضل دائماً ولكن بما أن إضافة نوافذ أو فتحات إنارة سقفية ليس بالأمر السهل، فيمكنك أن تضيف مرايا ضخمة لتعكس الإنارة الطبيعية التي لديك

هذه النظرية كانت السبب الذي جاء بمرايا جينيفا 1600ملم ومونرو 1100 ملم إلى ماركة (بانيوديزاين). وقد وسعت مجموعة “سانيبكس “نطاق عملها مؤخراً، لتشمل الإضاءة الخارجية، بتقييم 44 وما فوق (على مقياس حماية الأجهزة الكهربائية من الأجسام والرطوبة)، وهي مناسبة لأي مكان في المنزل بما في ذلك فوق الحمام أو الدش

توفر (كونتاردي) متدليات الإنارة الفخمة، في حين تجمع (رويال بوتينيا) الخشب والزجاج في تصاميم (ترايستار) لأجهزة الإنارة، وتختص (روبي) بتصميم خارجي منسوج، واستخدام القماش يخلق بيئة ناعمة مريحة

 


"يتميز الحمام الحديث بكلٍّ من الجمال والعافية والتفرّد"

توجه المنتج – خارجي

هنالك توجه متزايد نحو مزج الخامات  كالقماش والخشب، بالإضافة إلى الحبال المتينة والحياكة ذات الحرفية، في الأثاث المصمم للأماكن المفتوحة، وذلك لتحويل الأثاث إلى قطع بارزة توفرالراحة وظيفياً والبهجة جمالياً على حدِّ سواء. تتضمن بعض خياراتنا المميزة: سرير اللوتس النهاري الانسيابي من (رويال بوتينيا) والمزود بمسند ظهر أنيق من الحبال. تشكيلة (نيست) من (كين لاين) بتصميم مريح يشبه المهد ويماثل هيكل الخيزران الطبيعي ومزود بقماش سريع الجفاف سهل التهوية. كما توفر تشكيلة “باناما” من (تالينتي) تصميماً مريحاً ذو نسيجٍ أنيقٍ بخمسة ألوان، وتتضمن تشكيلة  (جاتي أند كيبونز ريتز) المستوحاة من الشرق المصممة بإطار خشب الساج ذات الأسلوب البسيط ووسائد (سانبريلا ايزيدري) القماشية باللون الأخضرالذي يشبه درجة لون أوراق الشجر

حتى المواد المصنعة باليد البشرية يمكن أن تعد “بيوفيلية”. فقد استمد تشكيلة “فوريست” من (فاست) اسمه من أنماط الضوء وظلال الأشجار. وتعد ألوان الشاي الأخضر و(التيراكوتتا) من أكثر الألوان  رواجاً في التصميم البيوفيلي

خلاصة

يمكننا تلخيص التصميم بما يتناسب مع التوجه البيوفيلي باتباع النصائح الأساسية التالية:

– حاول إيجاد نقطة إلهام من الطبيعة، كصورة لمنظر طبيعي مفضل لديك، ثم استخرج الألوان التي تشدك إليها

-حاول ربط الألوان بالمنتجات لتشكيل لوحة المواد لديك (المواد قد تكون أي شيء بدءاً من الحنفيات إلى الملحقات وألوان الأثاث الأخيرة وصولاً إلى البلاط)

-لا تنسَ استخدام مواد طبيعية كالخشب والرخام والحجارة لتهدئة المساحة وإضفاء الملمس الطبيعي لها

-فكر بالطريقة التي ستستخدم المنتجات بها (هل ستقوم بالقراءة مستلقياً على السرير النهاري محاطاً بالطبيعة أم أنك ستجد نفسك في راحة بال في مياه الجاكوزي (أحواض الدوامة)

-وفّر أكثر ما تستطيع من الإضاءة وتأكد من استخدام كلٍّ من الإنارة الدافئة والباردة لأوقات اليوم المختلفة